شهدت خطة تركيا الاقتصادية الجديدة نهوض كبير في الاقتصاد التركي في السنوات الأخيرة، حتى أصبح من بين أكبر الاقتصادات في العالم، حيث تمتلك تركيا موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا وموارد طبيعية وبشرية واسعة، ومن خلال موقع اسطنبول بالعربي سيتم التعرف على ما هو وضع الاقتصاد التركي، وسنتطرق لذكر كيف نهض اردوغان بتركيا، وما هو ترتيب تركيا في الاقتصاد العالمي تفصيليًا.
ما هو وضع الاقتصاد التركي؟
عانى الاقتصاد التركي من ارتفاع معدلات التضخم وتدهور قيمة الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي، وتراجع الاستثمارات الأجنبية. وعلى الرغم من بعض التحسن في الفترة الأخيرة، فإن الاقتصاد التركي لا يزال يواجه تحديات عديدة، بما في ذلك:
- تحديات العجز في الميزانية: يواجه الاقتصاد التركي عجزًا في الميزانية الحكومية، حيث ينفق الحكومة أكثر مما تجنيه من الإيرادات، مما يؤدي إلى ارتفاع الدين العام.
- التضخم: يعاني الاقتصاد التركي من معدلات تضخم عالية، حيث بلغ معدل التضخم في تركيا حوالي 19.7٪ في عام 2021، مما يؤثر على القدرة الشرائية للمواطنين ويؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والتكاليف العامة للشركات.
- البطالة: تعاني تركيا من معدلات بطالة عالية، وخاصة بين الشباب، حيث يعاني العديد من الشباب من صعوبة في العثور على فرص عمل.
- التباطؤ الاقتصادي العالمي: تتأثر تركيا بالتباطؤ الاقتصادي العالمي، حيث تتأثر صادرات تركيا بشكل كبير بتباطؤ الاقتصاد العالمي وتدهور العلاقات التجارية مع بعض الدول.
كيف نهض اردوغان بخطة تركيا الاقتصادية الجديدة
شهدت تركيا تحولات كبيرة تحت حكم رجب طيب أردوغان، حيث حققت البلاد عدة إنجازات وتحسينات في العديد من المجالات،
حيث أنّ نتيجة لهذه الجهود والإصلاحات، تمكنت تركيا من النهوض وتحقيق نمو اقتصادي كبير، وتحسين مكانتها في العالم، وتطوير ديمقراطيتها والارتقاء بالمستوى الاجتماعي والثقافي للشعب التركي، وتعتمد هذه التحولات على عدة عوامل منها:
- الاقتصاد: وضعت الحكومة الأولوية لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة. وتم تحقيق هذا بالاعتماد على الاستثمارات في مختلف القطاعات، بما في ذلك التكنولوجيا والزراعة والسياحة والطاقة والبنية التحتية والمشاريع الصناعية الكبيرة.
- العلاقات الخارجية: نجح أردوغان في تعزيز العلاقات مع دول العالم وخاصة دول الشرق الأوسط وأوروبا، وقام بإبرام عدة اتفاقيات وتحالفات مع دول كبرى في العالم.
- الديمقراطية: اتخذت الحكومة العديد من الإجراءات الهامة لتعزيز الديمقراطية في البلاد، بما في ذلك تعديل الدستور وتوسيع صلاحيات البرلمان، وتعزيز حرية الصحافة والتعبير والتنظيم وحقوق الإنسان.
- الإصلاحات الاجتماعية: تم إطلاق العديد من الإصلاحات الاجتماعية، مثل تعزيز حقوق المرأة والأقليات والمجتمع المدني والمناطق الفقيرة، وتطوير القطاع الصحي والتعليم والإسكان.
خطة تركيا الاقتصادية الجديدة
تركيا أعلنت عن خطة اقتصادية جديدة تسمى "خطة العمل والتحوّل الرقمي" للفترة من 2021 إلى 2023، وتهدف الخطة إلى تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة وتعزيز التحوّل الرقمي في البلاد، وتعتبر هذه الخطة جزءًا من جهود الحكومة لتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، وتتضمن الخطة عدة محاور رئيسية من بينها:
- تحسين بيئة الاستثمار: تهدف الخطة إلى توفير بيئة استثمارية أفضل وجذابة للمستثمرين المحليين والأجانب، من خلال تبسيط الإجراءات الإدارية وتحسين النظام القضائي وتطوير البنية التحتية.
- تعزيز الصادرات: تهدف الخطة إلى زيادة حجم الصادرات وتوسيع قاعدة الصادرات وتطوير الصناعات التحويلية والزراعية والسياحية.
- تحسين التوظيف: تهدف الخطة إلى خلق فرص عمل جديدة وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين، من خلال توفير تدريب وتأهيل للشباب وتعزيز القطاعات ذات الكفاءة العالية.
- التحول الرقمي: تهدف الخطة إلى تعزيز التحوّل الرقمي في البلاد، من خلال تطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز استخدام التقنيات الحديثة في الحكومة والشركات والمؤسسات.
ما هو ترتيب تركيا في الاقتصاد العالمي؟
تركيا تعتبر من الاقتصادات الكبرى في العالم وفقًا للإحصائيات الحديثة، حيث تحتل المرتبة 19 في قائمة أكبر اقتصادات العالم بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي، والمرتبة 13 في قائمة أكبر دول العالم من حيث عدد السكان، كما أنها تمتلك قطاعات اقتصادية متنوعة تشمل الصناعات التحويلية والزراعية والخدمات والسياحة.
ولكن يجب الإشارة إلى أن الاقتصاد التركي يواجه تحديات عديدة خلال الفترة الأخيرة، بما في ذلك تدهور قيمة الليرة التركية، وزيادة معدلات التضخم والبطالة، وتأثير جائحة كوفيد-19 على الاقتصاد والسياحة. ومع ذلك، فإن تركيا ما زالت تحاول تعزيز اقتصادها من خلال تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وتحسين بيئة الاستثمار وتعزيز الصادرات وتنمية البنية التحتية الحيوية.
كيف أصبحت تركيا دولة متقدمة مع خطة تركيا الاقتصادية الجديدة
تركيا تمر بعملية تحول اقتصادي واجتماعي منذ عقود، حيث تمكّنت من تحويل نفسها من دولة ذات اقتصاد زراعي تقليدي إلى دولة صناعية حديثة في القرن العشرين، ومنذ تولي الرئيس رجب طيب أردوغان الحكم في 2002 تبنت تركيا خططاً اقتصادية جديدة تهدف إلى تعزيز الاقتصاد وتنميته، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
وقد أدى الاهتمام المستمر بتعزيز البنية التحتية وتطوير الصناعات الحديثة وتحسين جودة التعليم والبحث العلمي وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتوسيع قاعدة النمو الاقتصادي إلى تحقيق نتائج إيجابية على المدى الطويل، حيث تم تحقيق نمو اقتصادي مستمر على مدى السنوات الماضية، وزيادة مستوى المعيشة وتحسين ظروف العمل وتقليل معدلات البطالة.
ما هي اهم صادرات تركيا؟
تركيا تمتلك مجموعة متنوعة من الصادرات، وتُعدُّ واحدة من أهم الدول المصدرة في العالم ومن بين أهم صادرات تركيا ما يلي:
- الأجهزة الإلكترونية والكهربائية، ومنتجات التكنولوجيا العالية، مثل الهواتف المحمولة والحواسيب والأجهزة اللوحية.
- الصناعات الغذائية، مثل الحبوب واللحوم والمنتجات الزراعية الأخرى.
- الصناعات النسيجية والملابس، مثل الملابس الجاهزة والمنسوجات والسجاد.
- المنتجات الكيماوية، مثل الأصباغ والأدوية والمبيدات الحشرية والأسمدة.
- الآلات والمعدات الصناعية، مثل الماكينات والمحركات والمركبات.
- الأدوات الطبية والجراحية، والمنتجات الصحية الأخرى.
- البترول ومنتجاته، مثل الوقود والزيوت والشحوم.
- الأثاث والمنتجات المنزلية، مثل الأثاث والأدوات المنزلية والأواني.
ماذا تستورد تركيا من الدول؟
تستورد تركيا الكثير من السلع والمنتجات من الدول المختلفة، ويجدر بالذكر أنّ هذه القائمة ليست شاملة بكل ما تستورده تركيا، ولكنها تمثل بعضًا من السلع والمنتجات الرئيسية التي يتم استيرادها إلى تركيا من الدول المختلفة، ومن بين أبرز المنتجات التي تستوردها تركيا
- النفط الخام والمشتقات البترولية، ويأتي روسيا في مقدمة الدول المصدرة للنفط إلى تركيا.
- المواد الكيميائية والأسمدة، وتأتي كوريا الجنوبية في مقدمة الدول المصدرة لهذه المواد إلى تركيا.
- الماكينات والمعدات والأدوات الصناعية، وتأتي ألمانيا في مقدمة الدول المصدرة لهذه السلع.
- المنتجات الزراعية، مثل القمح والشعير والأرز والحبوب المختلفة، ويأتي روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة في مقدمة الدول المصدرة لهذه المنتجات إلى تركيا.
- الحديد والصلب، وتأتي روسيا وألمانيا في مقدمة الدول المصدرة لهذه المنتجات إلى تركيا.
- المنتجات الكهربائية والإلكترونية، وتأتي الصين وكوريا الجنوبية وألمانيا في مقدمة الدول المصدرة لهذه المنتجات إلى تركيا.
- الملابس والأحذية والمنتجات الجلدية، وتأتي الصين والهند في مقدمة الدول المصدرة لهذه المنتجات إلى تركيا.
من أين تستورد تركيا النفط؟
تعتمد تركيا على العديد من الدول المصدرة للنفط لتلبية احتياجاتها من النفط، ولكن أكبر المصدرين للنفط إلى تركيا هم روسيا وإيران والعراق، إذ تستورد تركيا النفط الخام والمشتقات البترولية من روسيا بشكل رئيسي، حيث يشكل النفط الروسي أكثر من 50% من واردات النفط الخام التركية. وتشتري تركيا كميات كبيرة من النفط الخام والمشتقات البترولية من إيران والعراق، ويجب الإشارة إلى أن تركيا تسعى أيضًا لتنويع مصادر النفط والغاز الطبيعي، ولذلك فإنها تسعى لتطوير علاقاتها مع دول أخرى مثل قطر والجزائر وكازاخستان وأذربيجان ونيجيريا والبرازيل وفنزويلا والولايات المتحدة الأمريكية.
كم تبلغ ميزانية الدولة التركية بعد خطة تركيا الاقتصادية الجديدة
تبلغ ميزانية الدولة التركية حوالي 1.5 تريليون ليرة تركية (حوالي 180 مليار دولار أمريكي) للعام المالي 2023. يتضمن هذا المبلغ الإنفاق الحكومي على العديد من القطاعات والخدمات الحكومية مثل الصحة والتعليم والدفاع والأمن والنقل والبنية التحتية والإسكان والطاقة والمياه والزراعة والثقافة والرياضة وغيرها.
,من المهم الإشارة إلى أن تركيا تواجه تحديات اقتصادية ومالية في الفترة الأخيرة، وخاصة بعد ارتفاع أسعار العملات الأجنبية وتراجع قيمة الليرة التركية. وقد اتخذت الحكومة التركية إجراءات اقتصادية لتحسين الأوضاع المالية والتخفيف من تأثير هذه التحديات، مثل زيادة الضرائب وتقليص الإنفاق الحكومي وتحفيز الاستثمارات وتعزيز الصادرات.
وفي الختام؛ يكون قد تم التعرف على خطة تركيا الاقتصادية الجديدة بشكل تفصيلي، وتطرقنا من خلال المقال لذكر كافة التفاصيل عن كيف أصبحت تركيا دولة متقدمة، وكم تبلغ ميزانية الدولة التركية.
إرسال تعليق